مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 21 أبريل 2025
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

يقينا لم نعد نحن في مصر نتحدث عن أبناء طائفة كذا أو أعضاء جماعة ذاك بل نؤمن جميعا بأن الوطن وطننا بالضبط مثلما الأرض أرضنا والسماء هي سماء المحبة والإخلاص واليقين .

***

وغني عن البيان أن البابا تواضروس بابا الأقباط يغوص في أعماق الأعماق ليقول إن البرقيات التي يبعث بها الرئيس عبد الفتاح السيسي ليست مثل سابقاتها التي لا تعبر إلا عن مواقف نظرية ينقصها الدفء التام والرعاية المشتركة بين الجميع دون تفرقة. ويمس البابا وترا حساسا في هذا الصدد حيث يشير إلى أن أبسط دليل على تلك المشاعر هذه التابلوهات الرائعة التي تشهدها القلوب قبل العيون والتي تتمثل في امتلاء المتنزهات والحدائق العامة بكل من هؤلاء وأولئك دون أن يفكر أحد فيمن يتبع هذا ومن أين يأتي ذاك.

***

وهكذا فإن البابا تواضروس يؤكد مرارا وتكرارا على أن كافة مشاعر الخشية أو التحسب من اعتداء أو فكر في الاعتداء يبعد عن ذهنه أي نشاط سلبي يؤثر في البسمة على الشفتين أو ذرة من ذرات الخشية أو التوتر لا قدر الله.

الأهم والأهم أن البابا تواضروس وهو الفيلسوف الحكيم يتساءل على الملأ:

ألم يكن غريبا أن يتعرض الناس لعمل من أعمال العنف يوم الاحتفال بعيد القيامة المجيد بينما يقضون اليوم التالي يوم شم النسيم  في مودة وإيثار ومشاركة وجدانية منقطعة النظير.

ثم..ثم.. فإن البرقيات التي يتلقاها من الرئيس عبد الفتاح السيسي إذا ما خضعت للتحليل النفسي والاجتماعي والديني فلابد أن يثبت صدقها من الألف للياء فضلا عن حسن بيانها الذي يجذب الانتباه ويشد إعجاب الولدان  لتبقى دائما وأبدا رمزا للمحبة والإخلاص واليقين.

***

أيضا يقول البابا متسائلا:

أليس غريبا أن يصمت المجتمع الدولي على ما يرتكبه الإسرائيليون من جرائم وإشعال للنيران لدرجة أنهم يمنعون المسيحيين أنفسهم من زيارة كنيسة القيامة التي تقع في إطار البلدة القديمة في القدس؟ .. إذن فليقولوا لنا من هم يكونون على مستوى العالم الممتلئ بالمسيحيين كبارا وصغارا؟!

على أي حال يكفي مصر أنها تطالب بضرورة توفير المساعدات الإنسانية بشتى الطرق والوسائل وتمنع أية محاولات لتهجير الفلسطينيين تهجيرا قسريا والله وحده كفيل بحساب من يتطاولون أو لا يتطاولون.

***

و..و..شكرا