مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 06 سبتمبر 2025
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

التقيت منذ نحو عشرين سنة داخل صالة مطار المدينة المنورة بصديق وبزميل كنت قد عرفته عندما زاملته في بعثة للإعلام  في العاصمة السورية دمشق وبعد انتهاء المدة المحددة افترقنا لكن لم يصل الأمر إلى القطيعة ..وها هو ذا عبد الله الرشيد الذي شغل على مدى السنوات الماضية مناصب عديدة بالغة الأهمية.. المهم من أجمل لحظات الحياة.. أن نلتقي سواء بالصدفة أو التنسيق المرتب بعد غياب طويل..  وربما لم أره منذ سنوات طويلة وبعدها يظل دون أن تجده ولا هو في باله  لنسترجع معا أهم ذكريات الشباب وأجمل محطات الحب والمودة والإخلاص المشترك.

***

داخل الفندق الشهير في المدينة المنورة سألني بشغف واهتمام: هل هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها المدينة المنورة  ومسجد سيد الخلق أجمعين؟

.. تعجبت من السؤال لأعرف زهوة الأيام الأولى من الإقامة في المدينة المنورة دون أن أدري ماذا يحدث بعد أيام طوال قبل أن يقفز الصديق القريب من مقعده وأرد عليه قائلا إن الرسول الكريم لا يقارن بأيٍ من مخلوقات الله وعاد ليقول نحن نعرف أن هناك مقولة بأن من يزور الرسول في مماته كأنه زاره في حياته وأيضا بالضبط مثلما يقول قائلون بأن من يصلي معه صلاة ضمن الجنة منذ الآن.. وعندها بدت مشاعر الحيرة والحرج في ملامح وجهه صمت ولم أعقب..لكن الصديق عبد الله أعفاني من أي أخذ ورد لأن أي شيء يخضع للتشكيك فإنه يصبح من مسئولية المسلمين أما فمن ناحيتي فقد وجدت إجماعا من الأئمة والفقهاء على الاتفاق بأن هذا الحديث مكذوب فيتعذر الاقتناع به..

***

الآن.. فأنا أنتهز هذه الاحتفالات التي يقيمها المصريون بمناسبة المولد النبوي دون غيرهم لأقول هذا الحديث مستحيل أن يقبله المجتمع عندنا باعتباره مكذوبا فواجبنا أن نصحح مفاهيم من قبلنا أو حتى من بعدنا.. فنعمل على استخدام أدوات عصر الفيس بوك وانستجرام وتويتر وغيرها وغيرها لكي ننبه إلى الأخطاء المقصودة إذا كانت تتضمن الإساءة إلى الرسول الكريم.

***