لم يكن أحد في هذا العالم يتوقع أن يدين مجلس الأمن إسرائيل في عدوانها على قطر إدانة واضحة وصريحة رغم التصريحات التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب بعد هذه الجريمة الشنعاء ورغم ما تردد داخل أروقة الأمم المتحدة ورغم صيحات الغضب التي بدت من كافة الدول العربية بل وغير العربية أيضا.. كل ما هنالك أنه قد ساد نوع من الاطمئنان السياسي لأن أمريكا لم تستخدم الفيتو ربما لأول مرة في تاريخها الملطخ بسياسة الكيل بمكيالين والتحيز الذي لم يعد لائقا في هذا الزمان.
***
لذا.. مضى بنيامين نتنياهو في بجاحته وصلفه وكبريائه وبعد صدور البيان الذي اكتفى به المجلس رغم الكارثة التي ارتكبتها إسرائيل، فقد أعلن الإرهابي الأكبر أن غزة قد انقطعت صلتها بالقضية الفلسطينية وانتهى الأمر وبالفعل انطلقت الطائرات الإسرائيلية تدمر البقية الباقية من بيوت ومخيمات وسط القطاع وأجبرت الأهالي على التحرك نحو الجنوب حيث فروا هاربين لا يعرفون عن مصيرهم شيئا وإن كانت كل الشواهد تقول إنها مصيدة جديدة لن يفلت منها هذه المرة سوى النذر اليسير.
***
استنادا إلى تلك الحقائق فإن الأسئلة التي تدق الرؤوس بعنف:
*هل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مازال مؤيدا تأييدا بالغا وشاملا بنيامين نتنياهو رغم ما يبديه أحيانا من عبارات عتاب على ما يرتكبه من أفعال ؟!
*ألا تستحق قطر مجرد تطييب خاطر من الصديق الذي وثقت به ثقة بالغة ولا تبخل عليه بمال أو تسهيلات عسكرية أو أمنية؟!
*فليقل لنا هذا المجتمع الدولي هل هو بالفعل مساند لفكرة حل الدولتين أم قد تم صرف النظر عنها ليسترخي الجميع تحت ظلال أشجار الزيزفون؟!
***
في النهاية تبقى كلمة:
والله.. والله .. كل من قتل شابا أو طفلا أو امرأة دونما ذنب فالله سبحانه وتعالى سيحاسبه حسابا عسيرا.
والأيام بيننا.
***
مواجهات
*أستشعر في قرارة نفسي بأن الكابتن محمود الخطيب له دين في عنقي وقد مضى عليه ما يقرب من ثلاثين عاما لكن أحسب أن الوقت قد حان لرده..
***
*أرجوكم تابعوا التفصيلات .. عندما عينت رئيسا لتحرير المساء وهي الشقيقة الصغرى لصحيفة الجمهورية ركزت على شئون الرياضة لما تنطوي عليه من رغبة جماهيرية أو لمتابعة أحداثها وأيامها كان الخطيب في منتهى تألقه.. بعد أن وجدت أن البريق الذي يتمتع به الخطيب يخفت يوما بعد يوم وحرصا مني على سمعة الرجل وتمشيا مع الرغبات الجماهيرية كتبت مقالا يشد الانتباه.. فقد ملأت المظاهرات أيامها ملاعب النوادي التي أخذ المشاركون فيها يسبونني ويلعنون أبي وأمي واستمرت هذه الحملة نحو ستة شهور متصلة.
والذي لم يكن يعرفه الناس أني والخطيب جاران نقطن في منطقة واحدة.. ونلتقي لأداء صلاة الجمعة كل أسبوع في مسجد واحد وبعد الصلاة نجلس في مقهى قريب وإنصافا للحق لم يفتح معي الخطيب هذا الموضوع وأنا أيضا آثرت أن تكون العلاقة بيننا علاقة جارين يعتز كل منهما بالآخر.
***
*الآن.. أجد أن هناك شيئا ما يدفعني لكي أقول للكابتن الخطيب الذي أعلن أمس الأول اعتزاله العمل العام وبالتالي لن يرشح نفسه لرئاسة النادي الأهلي لفترة جديدة: إنك رجل صاحب خلق رفيع وابن أصل وبالفعل ابن ناس طيبين .. دعواتي لك بالشفاء وبأن يمن الله سبحانه وتعالى عليك بالصحة.
***
*وأخيرا نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر ابن الرومي:
وألا أرى غيري له لي وطن آليت ألا أبيع
الدهر مالكا عهدت به
شرخ الشباب ونعمةً
كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
وحبّب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرّتهم
عهود الصّبا فيها فحنّوا لذاكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه
لها جسد إن بان غودر هالكا
موطن الإنسان أم فإذا
عقّه الإنسان يوماً عقّ أمّه
***
و..و..شكرا