مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 19 سبتمبر 2025
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*اسمعوا كلامنا.. وانتبهوا..!

*العرب.. لن يكون لديهم "جديد"

*وأمريكا.. يستحيل أن تعادي إسرائيل

*اقطعوا آخر خيوط الأمل.. مع الأمم المتحدة

*ها هي المظاهرات تشتد ضد نتنياهو.. ولسانه يطلع أكثر وأكثر!

*القاصي والداني.. أيقنا أن القوة والإخلاص في يد مصر لكن ماذا بعد؟!

*سؤال صريح جدا:

هل ستجد القضية الفلسطينية حلًا خلال هذا القرن؟!

**************************

لم يكن غريبا أن ينتظر العرب- كل العرب- بل ومعهم كثيرون من شتى بلدان العالم قرارات أو توصيات محددة وحاسمة تصدر عن القمة العربية-الإسلامية التي عقدت اجتماعاتها في العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين الماضي لاسيما وقد طفح الكيل نتيجة أفعال إسرائيل وجرائمها المتزايدة كما أن سفاح القرن بنيامين نتنياهو يبدو بين كل يوم وآخر أن العداء بينه وبين الفلسطينيين يزداد حدة وعنفا.. وبالتالي فلن يستريح إلا إذا حقق أهدافه التي يسعى إليها.. والتي تنحصر في إبادة كل فلسطينيي غزة ليس هذا فحسب بل لابد من أن يذيقهم شتى ألوان العذاب.. سواء من حيث قتل رجالهم واغتصاب نسائهم ودفن أطفالهم أحياء.

***

وطبعا.. لابد وأن القادة الذين اجتمعوا في الدوحة كانت اهتماماتهم تدور حول هذه الحقائق الواضحة والتي لا تقبل لبسا أو تأويلا.. وبالتالي عندما جاءت القرارات كما جاءت فلابد أن تكون الظروف هي التي فرضت واقعا غير الواقع المأمول..!

***

من هنا.. اسمحوا لي أن أصارحكم القول إنه في ظل مشاعر الكراهية المقيتة في إطار سياسة التحيز الصارخ والكيل بمكيالين فلن يكون من السهل إجبار إسرائيل على تغيير توجهاتها ولديها قوة خارقة تساندها وتشجعها وتردد نفس ما يردده عدوها اللدود وتلك كلها أوضاع أحسب أنها تستمر أطول فترة ممكنة مهما زاد العرب وعادوا..

وها هي الشواهد واضحة وضوح الشمس ..الرئيس الأمريكي ترامب بعد الهجوم الإسرائيلي الغادر ضد دولة قطر لم يشأ أن يقول كلاما يمكن أن يعكر صفو المياه مع شعبها الصديق والحليف فاكتفى بكلمات لا تقدم ولا تؤخر لكن لم تكد تمر ساعات حتى كان الرئيس ترامب يظهر على حقيقته ويكلف وزير خارجيته بالإفصاح عن موقفهم الذي أعلنوه بلا أي مواربة وإن كان هو نفس موقفهم السابق والحالي.. حيث قال وزير الخارجية إن أي تسوية سلمية أو غير سلمية لن تكون حركة حماس مشاركة فيها لأن أعضاءها أناس إرهابيون وبالتالي يستحيل ونحن في هذه المرحلة الفاصلة  مد الأيادي-أي أيادي- لهم.

 ثم .. ثم.. وجدها بنيامين نتنياهو فرصة جديدة تعكس سلوكه اللئيم ونواياه الشريرة ليبدو وكأنه يوجه سؤالا للعالم كله:

ألستم أنتم الذين عانيتم من أعمالهم الإرهابية وطلبتم منا مرارا العمل على تخليصكم من جرائمهم ؟!

ها نحن فعلنا فكيف تدافعون عنهم إذن؟!

***

وهكذا تكون الأبواب قد انغلقت الآن أكثر من أي وقت مضى.. يعني الضربة العنيفة ضد قطر والتي استهدفت بعض قادة حماس والتي هاج ضدها من هاج وثار من ثار عملت إسرائيل على تحويلها لمصلحتها وعلى الفور أيدتها أمريكا فماذا سيستطيع العرب أن يفعلوا بعد ذلك؟

الإجابة في بساطة.. أنهم سيحاولون ويحاولون لكن يظل دائما وأبدا أمام عيونهم هذه العلاقة الغريبة والسافرة والمستفزة فيصمتون ثم يتكلمون وهكذا دواليك لكن للأسف يبقون داخل مأزق ضيق وضيق جدا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

***

ثم..ثم.. إذا ما كانت الأمم المتحدة ذاتها لم يعد لديها هي الأخرى أي خيط رفيع قد يمنحها بارقة أمل حيث بعثت أمس إلى 20 دولة تستجير بها التوسط لدى إسرائيل بفك الحصار عن غزة والسماح بدخول الإمدادات الطبية والغذائية فضلا عن الشراب والملبس..!

بالذمة هل هذا كلام ..؟!

لماذا إذن ترضى على نفسك يا سيد انطونيو جوتيريس أن يصل بك الهوان إلى تلك الدرجة المخزية؟!

***

استنادا إلى كل تلك الحقائق فاسمحوا لي أن آخذ طريق السير البراجماتي بحيث أخشى ما أخشاه ألا تجد القضية الفلسطينية حلا على مدى القرن الواحد والعشرين الذي نعيش أيامه وشهوره وسنواته داعين الله سبحانه وتعالى أن يحقق للعرب النصر والنصر المبين لكل الإسهامات الفلسطينية منذ أن أطلت علينا منذ عام 1948 ولابد أن يعي بنيامين نتنياهو أن كثيرا من القادة الذين انتابهم الغرور والذين اعتبروا أنفسهم طواليس عصرهم قد انخسفت بهم الأرض فذهبوا ولم يعودوا .. وهنا أقول لنتنياهو إن الاستهانة بالمظاهرات التي تلف الدول ليل نهار قمة الغباء السياسي.. والأيام بيننا.

***

الآن نجيء إلى حسن الختام..

ماذا عن مصر التي شهد القاصي والداني أنها كانت حاضرة في قمة الدوحة وهي قوية قادرة ورئيسها عبد الفتاح السيسي يتعامل مع كل المعطيات بكل الصدق وكل الثقة في النفس وكل الإخلاص؟

وغني عن البيان أن الأمة التي وهبها الله مثل هذا الزعيم فلابد أن يكتب لها النصر..

إذًا تفاءلوا أيها العرب.. فإن الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي لن يسمح أبدا بأن يضيع حق من حقوقكم.

***

و..و..شكرا