أنا شخصيا أختلف مع الذين يحاولون تجميل وجه بريطانيا العظمى سابقا وذلك من خلال نشر أو إذاعة تبريرات أو حيثيات الاعتراف بدولة فلسطين.
نعم الحكومة البريطانية هي التي أذاعت البيان الذي أعلنت من خلاله "النبأ القنبلة" لم تكن على عجلة من أمر إعلانه في هذا التوقيت بالذات والتي تعلم بريطانيا جيدا أن مجرد التلويح بهذا القرار قبل إصداره رسميا أثار ردود فعل غاضبة لدى الإنجليز أنفسهم.
أرجوكم لا تقولوا لي إنكم تتفقون مع ما ذهب إليه أو يحاول الذهاب إليه كير ستارمر رئيس الوزراء بأن حكومته تسعى إلى تنفيذ حل الدولتين وهو الحل الذي سعى إليه كل من هم على سطح الكرة الأرضية منذ أكثر من عشرين عاما فضلا عن أن بريطانيا والكلام على لسان رئيس وزرائها لم تخترع جديدا بل إنها تنضم إلى ١٥٠دولة أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة المستقلة الجديدة.
***
طبعا.. أنا لا أريد إحباط وزير الخارجية البريطانية ومن يتخذون نفس موقفه في المجتمع الدولي لكن ما يثير حيرتي لماذا الآن وهو الذي كان يجلس حول المائدة الملكية في لندن يتجاذب أطراف الحديث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو الذي يساند ويؤيد ويدعم سفاح القرن بنيامين نتنياهو الذي يتباهى بنيته التي لن تتزعزع بإبادة الفلسطينيين في كل مكان سواء داخل أرضهم المحتلة أو خارجها ولو في الصين.
***
عموما.. إذا نحينا هذا التحفظ من جانبي فالمطلوب إذن أن تتخذ بريطانيا وكل من معها إجراءات وخطوات إيجابية لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الفلسطينيين كمقدمة لإثبات حسن النوايا ولكي يكون تصحيح الخطأ التاريخي المتمثل في وعد بلفور مطروحا بوضوح على الدنيا بأسرها.
***
على الجانب المقابل فالواضح أن بريطانيا مازالت حتى الآن تأخذ صف أمريكا في تأييدها رفض منح تأشيرة لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية حتى لا يتسنى له المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة..وأيضا الترويج لنفس الشائعات التي تتخذ منها وسيلة لتنفيذ رغباتها دون ضجيج أو صخب..
***
بالضبط كما أبديت دهشتي من الموقف البريطاني "المعدل"بعد ٧٠عاما من الزمان فإني أحيي موقف مصر الثابت والواضح والصريح والذي يتولى صياغته بفهم وصدق وإخلاص الرئيس عبد الفتاح السيسي حماية ليس لمصر فقط وشعبها بل لكل شعوب الدنيا..
***
و..و.. شكرا