لم يتعرض الفن في مصر لهجمات شرسة مثل تلك الحرب الضارية التي أشعلتها ضده حكومة الإخوان الإرهابية واعتبرت أن كل من يعمل بالفن إما شارد أو فاسق.. أو عديم الأخلاق .. وقد أدى هذا المناخ بالكثيرين إلى انصراف أو توقف العديد من الفنانين والفنانات عن "الوسط" الذي لا يجدون فيه سوى أنفسهم وأنفسهم فقط وعندما سقط هذا الحكم المتطرف انطلق كل إلى حال سبيله بكل حرية ودون قيود.
***
لكن إذا كان الشيء بالشيء يذكر ما علاقة الفن بالحرية؟ يعني هل إذا وقف القانون أو تصدت العادات والقيم والتقاليد ضد تجاوز الأداء والقيم أو السلوك هل يدخل ذلك في إطار تقليص مساحة الأغنية أو لي ذراع الحوار السينمائي أو الحيلولة دون سيناريو الدراما لكي تظهر ما تشاء بصرف النظر عما تتطلبه قيم المجتمع أو ترفضه أسس بناء الإنسان التي تحرص الجمهورية الجديدة على أن تغلفها وتحوطها الإيجابيات بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
ثم.. ثم.. ما الذي يمكن أن ينضوي تحت لواء الفن وما الذي يستحيل أن ينتمي إليه شكلا وموضوعا؟
وبوضوح أكثر.. هل أغاني الشوارع والحارات التي انتشرت في الآونة الأخيرة انتشارا مزريا تتساوى مع شعر إبراهيم ناجي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم بل وحتى أوبريتات فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وغيرهم وغيرهم؟!
***
على أي حال ما دفعني لكتابة هذا المقال وحرصي على أن يضم معلومات ومقارنات وحقائق هذه الضجة المثارة الآن حول طلب الإحاطة الذي أعلنت مي إسماعيل عضو مجلس النواب أنها ستقدمه فور انعقاد دورة المجلس الجديدة مطالبة بإغلاق أول أكاديمية لتعليم الرقص الشرقي في مصر؟!
لقد قال من قال إن تقديم الطلب يحمل في طياته شبهة العدوان على حرية الفن وإن كان هذا السؤال يعقبه على الفور سؤال آخر:
وهل الرقص يدخل في نطاق الفن؟!
ليس هذا فحسب بل إن وجود مدرسة للرقص إنما يصيب جدران القيم والأخلاق في مقتل وطبعا لا أحد يعرف أي من الفريقين الذي يمكن أن ينتصر على الآخر "الرقص وهز الوسط" أم التنشئة الاجتماعية السليمة لأجيال مصرية من طراز جديد ومتجدد تماما؟!
***
و..و..شكرا