وافق مجلس الأمن منذ أيام على رفع العقوبات المقررة على الرئيس السوري أحمد الشرع وصدر القرار بالإجماع دون أن تستخدم أمريكا حق الرفض "الفيتو" الذي طالما نسفت به قرارات وتوصيات.
الدولة الوحيدة التي اعترضت على هذا القرار هي الصين.
وطبعا لم يسفر هذا الاعتراض عن شيء..!
قبلها كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف الشرع بأنه رجل قوي وأنه على وفاق معه ويقوم بعمل جيد للغاية.
وأحمد الشرع هذا هو نفسه الذي سجلت الإدارة الأمريكية اسمه في قوائم الإرهاب العالمية وخصصت عشرة ملايين دولار مقابل إلقاء القبض عليه حيا أو ميتا ..!
سبحان الله العظيم..
***
وأحمد الشرع نفسه هو الذي أسس جبهة النصرة ضمن تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام ويقولون إن جبهة النصرة على علاقة طيبة بإسرائيل والدليل أن عددا من مقاتليها قد تلقوا العلاج الطبي هناك ووقتئذ أعلنت إسرائيل أن هذا أمر طبيعي..!
***
على الجانب المقابل فأنا شخصيا أجد ثمة "ارتباط شرطي" بين نشاط أحمد الشرع في الآونة الأخيرة وبين ما يجري في السودان الذي دخل للأسف دوامة من العنف لم يسبق لها مثيل من قبل..!
الناس في دارفور كما تابعنا في الآونة الأخيرة يدفنون أحياء في قبورهم التي يحفرونها بأياديهم قبل أن تطلق عليهم رصاصات الغدر والخسة والنذالة والنساء في دارفور هن اللاتي يتم اختطافهن وبيعهن في أسواق النخاسة والأجنة في دارفور هم الذين تبقر بطون أمهاتهم لاستخدام أعضائهم في تجارب حية مقابل دراهم معدودة..
***
من هنا فإن السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:
أين الرئيس ترامب ولماذا لم تأت سيرة السودان بحروبها الأهلية المتمثلة في مجازر دارفور وكردفان والفاشر وغيرها وغيرها ضمن اهتماماته؟!
***
غني عن البيان أن شريط الفيديو الذي تعرضه ميليشيات الدعم السريع على كل مواقع التواصل الاجتماعي وداخل السيارات العامة والخاصة لابد أن يثير قدرا أكبر من الحنق والغضب والمقت والكراهية..
للعلم الشريط يحتوي على صور سيارة صغيرة تجري بسرعة عبر شوارع دارفور المليئة بالجثث بينما يقول أحدهم داخل السيارة "انظروا إلى هذا العمل العظيم"..!
خسئتم.. وخسئتم وعليكم اللعنة إلى يوم الدين.
***
و..و..شكرا