أعتقد أن مصر حرصت على أن تحتفظ بعلاقاتها مع كوريا الشمالية في نفس الوقت الذي وطدت فيه علاقاتها بكوريا الجنوبية فعلى مدى الزمن عاشت الكوريتان عيشة يشوبها التوتر والشكوك والتربص والتهديد العسكري المتبادل ومن مصلحة مصر ولا شك أن تكون على المستوى المتقارب بين الجانبين لكن السؤال:
هل العاصمتان بيونج يانج وسول تتفهمان ذلك؟
***
أنا شخصيا وقعت في أزمة عندما وجهت لي مرة كوريا الشمالية الدعوة لزيارتها ..
وإحقاقا للحق احتفوا بي حفاوة بالغة واستقبلني كيم إيل سونج الذي كانوا يطلقون عليه الزعيم الأكبر استقبالا رائعا واستمر لقائي به حوالي ساعتين وهذا نادرا ما كان يحدث.
وعندما عدت للقاهرة فوجئت بسفير كوريا الجنوبية يبعث بخطاب احتجاج لوزارة الخارجية معترضا على زيارة رئيس تحرير إحدى الصحف المهمة إلى الجزء الشمالي من الأرض الواحدة ومتهمين إياي بأني السبب في إعادة تمزيق الصلة بين الشمال والجنوب بعد أن كانتا على وشك أجواء مصالحة اقتصادية وثقافية وقد أخذ هذا الحوار وقتا طويلا إلى أن ينتهي بتوجيه دعوة لي لزيارة كوريا الجنوبية أسوة بما حدث مع كوريا الشمالية.
***
الآن ترسم مصر علاقاتها مع كل دول العالم بريشة فنان ماهر واضعة مصالحها فوق كل الاعتبارات.. وخلال السنوات الماضية كان يقود المنظومة الدبلوماسية وزير خارجية ماهر وعاقل وهادئ الطبع هو سامح شكري والذي جاء بعده خير خلف لخير سلف حيث نحى الخلافات بين الدول وبعضها البعض رافعا شعار:المصلحة الوطنية لمصر هي التي تترسخ وتتعزز.
***
من هنا.. فقد بدت على ملامح الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي بيونج علامات الرضا والسعادة وهو يستمع من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حرصه على تعزيز العلاقات الاستثمارية والاقتصادية والثقافية المتميزة لأن ذلك يعني أن بلاده تحتل دعامة قوية في مسيرة العلاقات بين البلدين في مناخ من السياسة الدولية الهادفة والنظيفة في آنٍ واحد.
وهذا يكفينا ويكفيهم أيضا.
***
مواجهات
*العلاقات بين الدول إذا تميزت بالنقاء والصفاء ساد بين الناس الحب والمودة والاطمئنان المتبادل .
***
*ما يسعدنا كمصريين وما يدعونا للفخار والمباهاة أن رئيسنا مثار تقدير وإعزاز العالم كله وليس جزءا منه أو أقل أو أكثر.
صدقوني إنها نعمة من لدن عزيز كريم.
***
*أعجبتني هذه الكلمات:
لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر.
"الأديب البريطاني د. ريتشارد كارلسون"
***
*زمان كان يضفي على المكان المتواجد فيه بهجة وفرحا وسعادة الآن أصبح مثله مثل "السنور"!
وأرجوك لا تسألني عمن يكون السنور لأني سأقول كلاما يجعل صاحبنا كارها لحياته قبل أي شيء آخر.
***
*قال رجل الأعمال صديقي:
عندما سمعت الإشاعات أو الحقائق -الله أعلم- التي تقول إن ابنتي لو أرادت الترشح للانتخابات لابد أن تضحي بمبلغ كبير..!
ودون أن أسأل عن قيمة المبلغ تساءلت بيني وبين نفسي : أليس من الأفضل أن أقوم بتجهيزها جهازا لائقا على الأقل يرضي عريسها وأسرته؟!
***
*فجأة.. يخترق تأملك وصمتك أصوات زاعقة تقول : جاءت لك هدية عشر دقائق من شركة المحمول..!
صدقوني .. أنتم "عالم هايفة"..!
***
أخيرا.. نأتي إلى حسن الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر أبي نواس:
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ
وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها
لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ لَها مُحِبّانِ
لوطِيٌّ وَزَنّاءُ قامَت بِإِبريقِها
وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ فَلاحَ مِن وَجهِها
في البَيتِ لَألَاءُ فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ رَقَّت عَنِ الماءِ حَتّى ما يُلائِمُها
لَطافَةً وَجَفا عَن شَكلِها الماءُ
***
و..و..شكرا