نحن لا نعرف من الذي ينهج سياسة بالية.. المصريون الذين يعترف العالم كله برقي سلوكهم وحسن تدبيرهم لشئونهم الداخلية مثل تعاملهم مع قضايا الخارج بكل حيادية وبعيدا عن الهوى ونزعات الذات.
والتجارب السابقة والممتدة على مدى سنوات وسنوات تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مصر قد نجحت في إنقاذ البشرية كلها من أخطار محدقة أمام رعونة سفاح القرن بنيامين نتنياهو وحماية الفلسطينيين من دعوات هوجاء تستهدف تهجيرهم قسريا من بلادهم وخصوصا غزة.
من هنا.. فلا نشغل بالنا بأي تطاول يأتينا لسبب بسيط أن العلم والخبرة والكياسة والفهم والإدراك كلها تتوفر لدينا بينما جيراننا في إثيوبيا أو يفترض أنهم كذلك أو الذين يسرقون مياه نيلنا يتصورون أن التطاول يمكن أن يكون نوعا من الفتونة السياسية وهي التي انتهى زمانها منذ زمن طويل.
***
إذن مشكلة حاكم إثيوبيا أنه ينام الليل وعندما يستيقظ في الصباح لا يعرف ما إذا كان مازال متشبثا بمقعد الحكم أو تم طرده من جانب أبناء شعبه الذين تسوؤهم أبلغ إساءة ما يقوله ويفعله ضد إخوة وأصدقاء طالما مدوا أياديهم لهم ليتعاونوا ويمدوا جسور المودة بدلا من تفجير ديناميت التصريحات "الفشنك" التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
***
المهم ويا له من غباء مستحكم من إثيوبيا على آخر الزمن أن حكومة إثيوبيا لا يستطيع رئيسها أن يخطو خطواته في الشارع الذي يسير فيه من مقر حكومته إلى مقر بيته يوميا.. والغريب أنهم يقولون إن مصر تتبع سياسة تسعى من خلالها إلى جعل الدول تابعة ومطيعة وضعيفة ومجزأة.. ثم..ثم.. يذهبون إلى ما هو أبلغ زيفا وأكبر خداعا حيث يتهمون مصر بزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي ..
ونحن نقول لهم: ركزوا قليلا وتعلموا وقارنوا بين ماضٍ قريب وآخر أبعد قليلا لتتذكروا أن مصر تكاد لم تترك بلدا إفريقيا واحدا إلا احتوته بكل ما تملك من إمكانات مادية ومعنوية.
***
أما أن يرتدي رئيس وزراء إثيوبيا أوبرور عسكري ويردد مصر: لا تخيفنا .. لا تخيفنا..! هل أنت يا خواجة سمعت تهديدا واضحا ومحددا بأن مصر سوف تعتدي عليكم.. ؟!
طبعا لا وألف لا .. فليس العدوان ضد الآخرين من شيمة مصر بحالٍ من الأحوال.. والإثيوبيون يدركون ذلك جليا ومع ذلك اسمحوا لي أن أسرد حكاية طريفة وإن انطوت على وقائع مأساوية حزينة بعد غزو العراق بأيام قليلة .. وقف سعيد الصحاف وزير الإعلام وسط أهم الميادين في العراق يهاجم الأمريكان ويهددهم ويحذرهم من الاقتراب من أرض العراق حتى فوجئ بدبابة أمريكية يستقلها اثنان من جنود المارينز "وواحد منهما يضربه على قفاه"..!
عندئذ صمت الصحاف منذ عام 2003 وحتى الآن..!
***
هكذا الكلام في أحيان كثيرة يصل خاويا ويمضي أكثر خواء مع تحياتي للأخ أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا.
***
و..و..شكرا